استعمارية
جزء من سلسلة السياسة | ||||||||
الأشكال الأساسية للحكومة | ||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
أشكال السلطة | ||||||||
| ||||||||
مصدر السلطة | ||||||||
| ||||||||
أيديولوجيا السلطة | ||||||||
| ||||||||
بوابة السياسة | ||||||||
الاستعمارية أو الكولونيالية (بالإنجليزية: Colonialism) تطلق على السيطرة والتأثير الذي تفرضه الدولة المستعمرة على الكيان التابع لها، والنظام أو السياسة التي تنهجها لحفاظ على السيطرة. وتأتي مرادفا للإمبريالية.[1]
تعريف
تعرّف (الكولونياليّة) بمعنى (الهيمنة والسّيطرة) لدولةٍ ما على أراضي دولٍ أخرى وشعوبها، وقد درجتْ التّرجمات العربيّة على توصيفها (بالاستعمار والاستعماريّة). نشأ المصطلح بالتوازي مع ازدهار الرّأسماليّة كقوّة عملاقة صاعدة في العالم الغربي، والغزو الأوربي لآسيا وإفريقيا، ثمّ بلوغه المرحلة الأعلى، مع القطب الأمريكي المتعاظم، والمسمّاة ب (الإمبرياليّة) imperialism إذ وجد البعض فيها رديفاً له. وثمّة من ربط المفهوم ربطاً وثيقاً مع حركة التّنوير والاستكشاف والعقل المرافقة لتطوّر العلوم في القرن الثّامن عشر. وقد اتُّهِمَ مصطلح (مابعد الكولونيالية) post colonialism بأنّه يركّز على المابعد أكثر من المصطلح ذاته، رغم أنه مازال يتّسم بالتّقاليد الكولونياليّة نفسها بالمعنى (الجيوسياسي) كشأن بعض المفاهيم الأخرى (مابعد الحداثة، مابعد البنيويّة، العولمة) والسّياقات الثّقافيّة المرافقة لها، وما يرتبط منها مع قضايا جوهريّة تتعلّق بالهويّة والبنية الاجتماعيّة، كما يعتقد منظّروا الدّراسات (مابعد الكولونيالية) بأنّهاقد وجدت متنفّساً لها للظّهور على يد المفكّر العربي الكبير (إدوارد سعيد) وكتابه (الاستشراق) orientalism الذي يؤكّد أنّ علاقات الهيمنة بين الشرق والغرب قد أنتجتْ خطاب الآخر الكولونيالي، كما كانت هي ذاتها نتاجاً لهذا الخطاب، ذلك أنّ الشّرق الذي كان يعرف من خلال المجازات والاستعارات الّلغوية قد أعاد إنتاج خطاب الهيمنة ذاته، بقبوله لهذا الخطاب وتمثّله له ليغدو شرطاً طبيعيّاً لما يسمّى ب (العالم المستعمَر) لا كحصيلةٍ للقوى (الجيوسياسيّة) التي أنتجته لتبرير سيطرتها على العالم واقتصاده وثقافته. وقد ركّز (سعيد) أكثر على الخطاب الإمبريالي مهملاً الطريقة التي تلقّت بها الشّعوب مثل هذا الخطاب أو إسهاماتها فيه أو تعديله أو تحدّيه. وعلى الرغم من هذا النقص فإنّه ألهم الكثيرين لكتابةِ ( التّاريخ من الأسفل)، أو لاستعادة تجارب أولئك المهمّشين الذين كانوا حتى الآن (مخفيّين من التاريخ). هذه الرغبة في التّعبير عن وجهة نظر المسحوقين ليست جديدة، فقد حاول الماركسيّون ومناصرو النسوية ومؤرّخو الّليبرالية من قبل، إيصال صوت المظلومين بأشكالٍ مختلفةٍ، وهذا ما لاحظه (جان بودريّار) أنّ الجماهير هي فكرة متكرّرة في كلّ خطاب، وهي هاجس كلّ مشروع اجتماعي، يدّعي أنّه يجعل المظلومين يتكلّمون، وهو يعتقد أنّ هذه المشاريع ستفشل، لأنّ الجماهير لا يمكن أن تمثّل. وبرأي (هومي بابا) فإنّ تسليط الضوء على تشكيل الذّوات الكولونيالية بوصفها عملية لاتتحقق أبداً بصورة كاملة، يساعدنا في تصحيح تركيز (سعيد) على الهيمنة، وعلى قوة ( المستعمَر أو التّابع). وباعتماد (بابا) على منهج (لاكان) في التحليل النفسي للذّات والّلغة، فهو يعتقد بأن الخطاب الكولونيالي لايمكنه العمل على نحو سلس، كما يوحي كتاب (سعيد) عن (الاستشراق). وفي عملية إيصال الخطاب فإنّه يتمّ تخفيفه وتهجينه، ذلك أن الهويات الثابتة التي تسعى الكولونيالية لفرضها على الأسياد والعبيد أصبحت في الواقع غير مستقرة، فلا توجد أية معارضة دقيقة بين (المستعمِر والمستعمَر). كلاهما محجوز ضمن تبادلية معقدة، ويمكن للذوات الكولونيالية التفاوض على ثغرات الخطابات المهيمنة بطرق مختلفة. وثمة نقاد آخرون يشيرون إلى وجهات النظر مابعد البنيوية والتحليلية النفسية والتفكيكية في عمل (سعيد)، وتلك الموجودة في عمل النقاد مابعد الكولونياليين لاحقاً، التي تعتبر المسؤولة عن عدم القدرة على تفسير أصوات المعارضة. وقد تذمّر (ديرليك) من تركيز النقد مابعد الكولونيالي على (الذات) مابعد الكولونيالية، لاستبعادها وجود تفسير للعالم خارجها، لأن الماركسيين ومابعد البنيويّين يتفقون في الواقع على أن الذات والعالم الموجود خارجها لايمكن فصلهما بسهولة، فالفروق بينهما لها علاقة باختلاف التصورات عن الذات الفاعلة الكولونيالية منها ومابعد الكولونيالية وبالطريقة التي يحدد العالم هذه الذات. أمّا (سبيفاك) فقد اعتمدت طريقة (ديريدا) في تحليل الكولونيالية، في مقالة لها بعنوان (هل يمكن للتابع أن يتكّلم) ترى أنه يستحيل بالنسبة لنا استعادة صوت (التابع) أوصوت الذات المظلومة الكولونيالية، ثم تتابع بأن ناقداً راديكالياً ك (فوكو) يقلل من أهمية (الذات الإنسانية) معرّض للاعتقاد بأنّ الذوات المظلومة يمكن أن تتحدث عن نفسها، لأنه لا يوجد لديه تصور عن مدى (القمع الكولونيالي) خصوصاً للطريقة التي تتقاطع تاريخيّاً مع (النظام الأبوي). ثم تستشهد (سبيفاك) بالنقاشات الكولونيالية حول حرق ( الأرملة) في الهند لنفسها، لتوضّح وجهة نظرها التي مفادها بأنّ طريقة عمل الكولونيالية والنظام الأبوي في الواقع تصعّب جدّاً بالنسبة ( للتابع ) الذي هو هنا الأرملة الهندية التي تحرق نفسها في محرقة زوجها/ أن يتكلّم أو يُسمع صوته/ فالنّساء الأرامل، أصوات وذوات غائبة، وتقرأ (سبيفاك) ذلك بأنّه يرمز لصعوبة استعادة صوت (الذات المظلومة)، وأنه دليل على عدم وجود مساحة يمكن للذات التابعة من خلالها أن تتحدّث. وتتابع المؤلّفة أنها حاولت إظهار أهمية عمل بعض المفكرين في الحركات المناهضة للاستعمار، وكيف يمكن إيجاد مكانة لهذا العمل ضمن شبكة من الأفكار الأوسع أو شبكة لاتسمح لنا بإيجاد تضادّات سهلة بين الماركسية وما بعد البنيوية، أو بين الفكر الاقتصادي والنقد الثقافي، أو بين الغرب وغير الغرب.
انظر أيضا
- ما بعد الاستعمارية
- العصبة المناهضة للإمبريالية والاستعمار
مراجع
^ dictionary.com
|
بوابة حقوق الإنسان
بوابة السياسة