روح الله الخميني
روح الله الخميني | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
(بالفارسية: سید روح الله موسوی خمینی) | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 24 سبتمبر 1902[1][2] خمين | ||||||
الوفاة | 3 يونيو 1989 (87 سنة)[3] طهران | ||||||
سبب الوفاة | سرطان المعدة | ||||||
مكان الدفن | ضريح روح الله الخميني | ||||||
مواطنة | إيران | ||||||
الحزب | الحزب الجمهوري الإسلامي | ||||||
الزوجة | خديجة ثقفي (1929–3 يونيو 1989) | ||||||
أبناء | مصطفى الخميني، وأحمد الخميني، وزهراء الخميني، وفريده مصطفوي | ||||||
مناصب | |||||||
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية[4] | |||||||
في المنصب 3 ديسمبر 1979 – 3 يونيو 1989 | |||||||
| |||||||
الحياة العملية | |||||||
تعلم لدى | حسين البروجردي | ||||||
التلامذة المشهورين | حسين علي المنتظري | ||||||
المهنة | سياسي، وشاعر، وقائد ديني، والآخوند، وعالم عقيدة، ومتصوف | ||||||
اللغات المحكية أو المكتوبة | اللغة الفارسية[5]، واللغة العربية | ||||||
التوقيع | |||||||
تعديل |
روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني[6] (بالفارسية: سید روح الله موسوی خمینی)، (24 سبتمبر 1902 - 3 يونيو 1989) رجل دين ومرجع ديني وفيلسوف وكاتب وسياسي شيعي إيراني وكان مؤسس جمهورية إيران الإسلامية وقائد الثورة الإسلامية عام 1979 التي شهدت الإطاحة بالملكية البهلوية ومحمد رضا بهلوي، الشاه الأخير من إيران والذي سبقه الشاه رضا بهلوي. بعد الثورة، أصبح روح الله الخميني المرشد الأعلى للبلاد في الفترة من (1979-1989)، وهو منصب تم إنشاؤه في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية كأعلى سلطة سياسية ودينية للأمة. وخلفه علي خامنئي في 4 حزيران/يونيو 1989.
كان الخميني مرجعا دينيا في الشيعة الإثنا عشرية، وهو مجتهد أو فقيه (خبير في الشريعة الإسلامية) ومؤلف أكثر من 40 كتابا، لكنه معروف في المقام الأول لأنشطته السياسية. أمضى أكثر من 15 عاما في المنفى لمعارضته للشاه الأخير. في كتاباته ووعظه وسع نظرية ولاية الفقيه، لتشمل الحكم السياسي الثيوقراطي من قبل الفقهاء الإسلاميين. هذا الأصل (وإن لم يكن معروفا للجمهور الأوسع قبل الثورة[7]) تم إلحاقه بالدستور الإيراني الجديد[8] بعد طرحه للاستفتاء.[9]
سمته مجلة التايم (الأمريكية) برجل العام في سنة 1979.[10] كان الخميني معروفا بتأييده لمحتجزي الرهائن خلال أزمة رهائن إيران، وفتواه الداعية إلى قتل الروائي الهندي البريطاني سلمان رشدي[10]، والإشارة إلى الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر" والاتحاد السوفياتي باسم"الشيطان الأصغر".[11]
كما أشاد بانه "زعيم كاريزمي من شعبية هائلة"[12] وهو "بطل النهضة الإسلامية" من قبل العلماء الشيعة، الذي حاول إقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة، [13] ومبتكر رئيسي في النظرية السياسية والاستراتيجية السياسية الشعبية ذات التوجه الديني.[14][15]
وحمل الخميني لقب آية الله العظمى، والمعروف رسميا باسم الإمام الخميني داخل إيران ومؤيديه دوليا.[16] ويشار إليه عموما باسم آية الله الخميني من قبل الآخرين.
وكان كالأب الروحي لعدد من الشيعة داخل إيران وخارجها.
درجته الحوزوية آية الله وتضاف إليها العظمى لأنه بلغ الاجتهاد في نظر الشيعة وأصدر رسالته العملية، أي مجموعة فتاواه في العبادات والمعاملات في الإسلام.
محتويات
1 خلفية عن عائلته
2 ولادته
3 طفولته
4 هجرته إلي آراك
5 هجرته إلي قم
5.1 حياته العلمية
5.2 المرجعية
6 مرحلة النضال والثورة
6.1 اعتقاله ونفيه
6.2 مكافحة قانون الحصانة القضائية
7 الحرب العراقية الإيرانية
8 رهائن السفارة الأمريكية
9 يوم القدس العالمي
10 وفاته
11 مؤلفات الخميني
12 انظر أيضا
13 صور
14 انظر أيضا
15 مصادر
16 مراجع
خلفية عن عائلته
أجداد الخميني موطنهم الأصلي مملكة أوده[17] الواقعة في شمال الهند والتي كان يحكمها حاكم شيعي من أصول فارسية[18] وقد كانت دولة عودة تجذب علماء الفارسية والشعراء والمهندسين والفقهاء وغيرهم من العلماء. استقرت العائلة المهاجرة في قرية صغيرة تدعى كنتور قريبة من العاصمة لكناو.[19][20] جد الخميني سيد أحمد الموسوي الهندي ولد في كنتور وكان معاصراً لآية الله حامد حسين الكنتوري اللكهنوي. وبسبب الانتشار البريطاني في الهند اضطر سيد أحمد لمغادرة الهند عام 1830م إلى مدينة النجف العراقية حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب . في عام 1834م غادر سيد أحمد النجف ليتجه إلى فارس ليستقر عام 1839 م في مدينة خمين. تزوج في خمين لاحقاً فأنجب ثلاثة بنات وثلاثة أبناء، وأحدهم كان السيد مصطفى أب الإمام الخميني. تزوج السيد مصطفي نحو 1882م مع هاجر آغاخانم بنت آقا ميرزا أحمد وهو من مدينة خوانسار. وكان أحد أولادهم السيد روح الله الخميني.[21]
ولادته
ولد روح الله الخميني في العشرين من الجمادى الثاني سنة 1320 هـ الموافق ل24 سبتمبر عام 1902 م في مدينة خمين إحدي مدن المحافظة المركزية.
طفولته
كان والده السيد مصطفى الخميني أحد علماء الشيعة حيث درس علوم الفقه في النجف لعدة سنوات. عاصر مصطفى الموسوي ـ أب روح الله الخميني ـ الميرزا الشيرازي. ودرس العلوم والمعارف الإسلامية في النجف الأشرف لعدة سنوات، وبعد أن بلغ مرتبة الإجتهاد -في نظر الشيعة- عاد إلى إيران ليقيم في خمين ويصبح موجِّهاً للناس في أمور دينهم.[22] وعندما كان في طريقه من خمين إلى آراك اعترضه مسلحون اطلقوا النار عليه وأردوه قتيلا. وكان عمر روح الله الخميني خمسة أشهر آنذاك[23].
بعد اغتيال أبيه، امضى روح الله الخميني طفولته في أحضان والدته (هاجر) -من أحفاد محمد حسين الخوانساري (صاحب زبدة التصانيف) ـ ورعاية عمته (صاحبة خانم). حتى إذا ما بلغ الخامسة عشرة من عمره، فقَدَ هاتين الراعيتين.
بدء روح الله بدراسة القرآن وهو في السادسة من عمره. وقد اهتم الخميني بالدراسات الدينية وارتياد الحوزات العلمية حيث هاجر في 1919 م إلى آراك ليدرس في حوزتها.
هجرته إلي آراك
درس الخميني جانباً من المعارف الدينية الشائعة في عصره ومقدمات العلوم والسطوح المعروفة في الحوزات الدينية مثل آداب اللغة العربية والمنطق والفقه والأصول؛ على أيدي أساتذة وعلماء منطقته (كالميرزا محمود افتخار العلماء، والميرزا رضا النجفي الخميني والشيخ علي محمد البروجردي والشيخ محمد الكلبايكاني وعباس الأراكي)؛ وقبل هؤلاء أخيه الأكبر مرتضى بسنديده ـ الذي امضى عنده أكثر وقته الدراسي ـ سافر بعد ذلك ـ عام 1919م ـ إلى آراك ليواصل دارسته الدينية في حوزتها.[24]
هجرته إلي قم
بُعيد انتقال الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس وزعيم الحوزة العلمية في قم إلى هذه المدينة، التحق روح الله الخميني بالحوزة العلمية بقم في أيلول عام 1340 هـ.
حياته العلمية
فطوى سريعاً مراحل دراسته التكميلية في الحوزة العلمية على أيدي أساتذتها. كما أكمل دروس مرحلة السطوح على يد محمد تقي الخونساري، وعلي اليثربي الكاشاني. كذلك أتمَّ دروس خارج الفقه والأصول على زعيم الحوزة العلمية في قم الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي.
وتزامناً مع دراسته للفقه والأصول على أيدي الفقهاء والمجتهدين، درس الرياضيات وعلم الهيئة والفلسفة على أبي الحسن الرفيعي القزويني، ثم واصل دراسته مع العلوم المعنوية والعرفانية لدى الميرزا علي أكبر الحكيمي اليزدي، كما درس علم العروض والقوافي والفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية لدى الشيخ محمدرضا مسجد شاهي الإصفهاني، ودرس الأخلاق والعرفان لدى الميرزا جواد الملكي التبريزي، ثم درس العرفان النظري والعملي، لمدة ستة أعوام عند الميرزا محمد علي الشاه آبادي.
بعد وفاة الشيخ الحائري اليزدي مؤسس وزعيم الحوزة العلمية في قم، أثمرت الجهود التي بذلها روح الله الخميني برفقه عدة من المجتهدين في الحوزة العلمية بقم في إقناع الشيخ حسين البروجردي للمجيء إلي هذه المدينة وتسلم زعامة الحوزة العلمية فيها. وخلال هذه الفترة عُرف الخميني بصفة أحد المدرسين والمجتهدين وأولي الرأي في الفقه والأصول والفلسفة والعرفان والأخلاق.
مارس الخميني التدريس- خلال سنوات طويلة ـ في الحوزة العلمية بقم، فدرّس عدّة دورات في الفقه والأصول والفلسفة والعرفان والأخلاق الإسلامية في كل من المدرسة الفيضية ومسجد الأعظم قم ومسجد محمدية ومدرسة الحاج ملاصادق ومسجد السلماسي وغيرها، كما مارس تدريس الفقه ومعارف أهل البيت في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، في مسجد مرتضى الأنصاري لما يقارب الأربعة عشر عاماً. وفي النجف الأشرف طرح ـ ولأول مرة ـ أسس الحكومة الإسلامية عبر سلسلة دروس ألقاها في موضوع ولاية الفقيه.[25]
المرجعية
بعد وفاة السيد البروجردي، اجتمع حوله كثير من رواد العلم من مريديه يطلبون منه طبع الرسالة العملية، فامتنع عن ذلك، وطبع حاشيته على وسيلة النجاة للسيد أبو الحسن الأصفهاني ثم حاشيته على العروة الوثقى . وبعد وفاة السيد محسن الحكيم عاد إليه الكثيرون في الأحكام الشرعيّة.
مرحلة النضال والثورة
فقد شهد روح الله الخميني في طفولته اغتيال والده نتيجة لدفاعه عن حقوقه وحقوق أهل منطقته ووقوفه في وجه الإقطاعيين وعملاء الحكومة آنذاك. وفي الحقيقة كانت أسرة الخميني مألوفة بالهجرة والجهاد في سبيل الله منذ القدم.
يستعرض الخميني بعض ذكرياته عن الحرب العالمية الأولى ـ وكان حينها يبلغ من العمر اثني عشر عاماً ـ فيقول: "إنَّني أتذكر كلتا الحربين العالميتين. كنت صغيراً إلا أني كنت أذهب إلى المدرسة وقد رأيت الجنود الروس في المركز الذي كان في خمين. رأيتهم هناك وأتذكر كيف تعرضت بلادنا للإجتياح في الحرب العالمية الاولي ."
وفي موضع آخر يذكر الخميني أسماء بعض الإقطاعيين الذين كانوا يمارسون النهب والاعتداء على أعراض الناس وأموالهم مدعومين من قبل الحكومة المركزية آنذاك: "كنت في الحرب منذ طفولتي ... فقد كنا نتعرض لهجمات الأشرار من أمثال "زلقي"، وكانت عندنا بندقية، أذكر أني كنت أقارب البلوغ آنذاك فكنت أذهب مع البقية لاتخاذ مواقعنا في الخنادق المعدّة للدفاع ضد هجوم الأشرار الذين كانوا يقصدون الإغارة علينا. نعم كنا نذهب هناك ونتفقد الخنادق ."
و يشير في موضعٍ آخر:
"لقد كنا مضطرين إلي إعداد الخنادق في خمين ـ المنطقة التي كنا نعيش فيها ـ وكانت عندي بندقية، غير أني كنت لا أزال حينها يافعاً لم أناهز الثامنة عشرة بعد، وكنت أتدرب على البندقية وأحملها. نعم كنا نذهب للتحصّن في الخنادق ونواجه هؤلاء الأشرار الذين كانوا يغيرون علينا. لقد كان الوضع متسماً بالفوضى والهرج والمرج، ولم يكن لدى الحكومة المركزية القدرة علي السيطرة على الأوضاع وفجأة سيطروا على خمين فهبّ الناس لمواجهتهم وحملوا السلاح وكنت من بين من حملوا السلاح ."[26]
واصل الخميني النضال طوال فترة الدراسة بأساليب مختلفة، بما فيها مقارعته للمفاسد الاجتماعية والإنحرافات الفكرية والأخلاقية. ففي عام 1943 م، ومن خلال تأليف ونشره كتاب كشف الأسرار -عام 1944- قام الخميني بفضح جرائم فترة العشرين عاماً من حكم رضا بهلوي - والد الشاه المخلوع - وتولى الرد علي شبهات المنحرفين دفاعاً عن الإسلام وعلماء الدين. كما أثار في هذا الكتاب فكرة الحكومة الإسلامية وضرورة النهوض لإقامتها.
انطلق الخميني في نضاله العلني ضد الشاه عام 1962 م، وذلك حينما وقف بقوة ضد لائحة مجالس الأقاليم والولايات، والتي كان محورها محاربة الإسلام، إذ أن المصادقة على هذه اللائحة من قِبل الحكومة آنذاك كانت تعني حذف الإسلام كشرط في المرشحين والناخبين، وكذلك القبول بحذف اليمين الدستورية بالقرآن. بيد أنّ الخميني قام بمعارضة هذه اللائحة، ودعا المرجعية الدينية في الحوزات العلمية وأبناء الشعب للإنتفاضة والثورة. وبسبب إرسال برقيات التهديد التي بعثها الخميني إلى رئيس الوزراء لذلك الوقت، وخطاباته ضد حكومة شاه، وتأييد المراجع الدينية لمواقفه، إنطلقت المسيرات الشعبية الحاشدة في كلٍّ من مدينة قم وطهران والمدن الأخرى، مما اضطُر نظام الشاه إلى إلغاء اللائحة والتراجع عن مواقفه.[27]
اعتقاله ونفيه
مواصلة النضال دفعت الشاه محمد رضا بهلوي لارتكاب إحدى أخطائه التي تمثّلت في مهاجمة المدرسة الفيضية بمدينة قم في الحادي والعشرين من آذار عام 1963 م، وما هي إلاّ فترة وجيزة حتى انتشر خطاب روح الله الخميني وتصريحاته حول هذه الفاجعة في مختلف أنحاء إيران. وفي عصر اليوم العاشر من شهر المحرّم عام 1383 هـ (3 يونيو1963 م) أشار الخميني عبر خطاب حماسي، إلي العلاقات السرّية القائمة بين الشاه وإسرائيل ومصالحهما المشتركة. وفي الساعة الثالثة بعد منتصف ليل اليوم التالي، حاصرت القوات الحكومية الخاصة بيته، وتم اعتقاله وإرساله مكبّلاً إلى طهران.
انتشر خبر اعتقال الخميني بسرعة في مختلف أنحاء إيران. وبمجرّد أن سمعت الجماهير خبر اعتقاله، نزلت إلى الشوارع منذ الساعات الأولى من فجر الخامس من حزيران 1963 م، وراحت تعبّر عن استنكارها لعمل الحكومة في تظاهرات حاشدة، أعظمها تظاهرة مدينة قم، التي شهدت أكبر هذه الاستنكارات، والتي هاجمتها قوات النظام بالأسلحة الثقيلة، وكانت نتيجتها سقوط العديد من المتظاهرين مضرّجين بدمائهم. ومع إعلان نظام الشاه الأحكام العرفية في طهران، إشتد قمع التظاهرات في تلك الأيام، حيث قتلت وجرحت قوات الحكومة العسكرية الآلاف من المتظاهرين المدنيين الأبرياء. كانت هذه المذبحة في نهاية القسوة والشدة حتي أخذت أخبارها تتناقل وسائل الإعلام العالمية والمحلية. وأخيراً، ونتيجة لضغط الرأي العام واعتراضات العلماء والشعب، داخل البلاد وخارجها، اضطر نظام الشاه إلى إطلاق سراح الخميني بعد عشرة أشهر تقريباً من المحاصرة والإعتقال.[28]
مكافحة قانون الحصانة القضائية
مقالة مفصلة: قانون الحصانة القضائية
واصل الخميني جهاده عبر خطاباته الفاضحة للنظام، وتصريحاته المثيرة للوعي. وفي هذه الأثناء تأتي مصادقة الحكومة علي قانون الحصانة القضائية(الكابيتالاسيون) التي تنص علي منح المستشارين العسكريين والسياسيين الأميركيين الحصانة القضائية. فما إن اطّلع الخميني على هذه الخيانة حتى بدأ تحركاته الواسعة، وقام بإرسال مبعوثية إلى مختلف أنحاء البلد، ويعلن لأبناء الشعب عن عزمه بإلقاء خطاب في العشرين من يونيو عام 1963 مـ. ألقي الخميني خطابه الشهير في اليوم الموعود دون أن يعبأ بتهديد النظام ووعيده. فانتقد لائحة الحصانة القضائية، وهجم بشدة على الرئيس الأميركي وقتئذ. أما نظام الشاه فقد رأى أنّ الحل الأمثل يكمن في نفي الخميني إلى خارج إيران. ومرة أخرى حاصرت المئات من القوات الخاصة والمظليين بيته، وذلك في سَحَر اليوم الثالث من التشرين الثاني عام 1964 م. وبعد اعتقاله، اقتيد مباشرة إلى مطار مهرآباد بطهران، تم نفيه أولاً إلى مدينة أنقرة (تركيا)، ومن ثم إلى مدينة بورسا التركية. وقامت قوات الأمن الإيراني والتركي المكلّفة بمراقبته، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي.[29]
الحرب العراقية الإيرانية
نشبت حرب بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988 سميت في العراق قادسية صدام أو القادسية الثانية وسمّيت في إيران باسم الدفاع المقدس (بالفارسية: دفاع مقدس) ، وعُرفت في مناطق أخرى بحرب الخليج الأولى واستمرت ثمان سنوات ورفض الخميني فيها الاستسلام للرئيس العراقي صدام حسين، واستمرت الحرب سجالاً بين البلدين إلى أن وافق الخميني بقبول وقف إطلاق النار في 8 أغسطس 1988 حين حققت القوات العراقية تقدماً ملحوظاً بعد تلقيها دعماً عربياً، ووصف قبوله وقف إطلاق النار بأنه تجرع كأس السم.
وافق البلدان على وقف إطلاق النار 20 أغسطس لتبدأ بعدها المفاوضات المباشرة بين العراق وإيران في جنيف 25 أغسطس - 7 سبتمبر 1988 وكان على المتفاوضين بحث قرار مجلس الأمن رقم 598 والذي يتضمن 5 نقاط هي:[30]
- وقف إطلاق النار
- الانسحاب إلى الحدود الدولية
- تبادل الأسرى
- عقد مفاوضات السلام
- إعمار البلدين بمساعدة دولية
فشلت الجولة الأولى وتوقفت عند المطلب الأول (وقف إطلاق النار) بسبب الاختلاف على تطبيقه بحراً، حيث أصرت إيران على تفتيش السفن العابرة لمضيق هرمز وهو ما رفضه العراق. الجولة الثانية انعقدت في نيويورك 1 - 5 أكتوبر 1988 على هامش انعقاد الدورة الثالثة والأربعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة حاول خلالها الأمين العام للأمم المتحدة التقريب بين وجهات النظر للطرفين.
في 20 أكتوبر قدم العراق طلباً لتبادل الأسرى إلا أن إيران رفضته فبادر العراق إلى الإفراج عن الأسرى الإيرانيين المرضى لديه (465 أسيراً)، مما دفع إيران لاتخاذ إجراء مماثل.
في 31 أكتوبر بدأت جولة جديدة في جنيف بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة إلا أنها لم تكن بأفضل حالا من الجولات التي سبقتها مما أجبر الأمانة العامة إلى التنقل بين بغداد وطهران لتقريب وجهات النظر بين البلدين.
و في أغسطس 1990, وافقت الحكومة العراقية على الانسحاب من الأراضي الإيرانية (2,500 كم مربع) وتسليم جميع الأسرى الإيرانيين المسجلين عندها، وبذلك انتهت هذه الحرب التي صنفت بأنها الأكثر دموية في الشرق الأوسط منذ عام 1945.
رهائن السفارة الأمريكية
مقالة مفصلة: أزمة رهائن إيران
كان الثوار الإيرانيون قد احتلوا السفارة الأمريكية في نوفمبر سنة 1979 بعد أن سمح الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بالعلاج في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية واحتجزوا 53 دبلوماسيا أمريكياً وحارساً كرهائن في السفارة لمدة 444 يوماً. وقد أيد الخميني عملية الاحتجاز للرهائن ونادى بأن يظل الرهائن محتجزين، وكانت الدوافع وراء احتجاز الرهائن هو المطالبة بعودة الشاه لمحاكمته في إيران، لكن الشاه توفي في يوليو 1980، واستمر احتجاز الرهائن بعد وفاة الشاه بهلوي لأشهر، إلى أن تم الإفراج عنهم في يناير 1981. قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذ الرهائن الأمريكية بعد عدة شهور من التدريب. انتقلت القوات الأمريكية المتكونة من عدة طائرات ومروحيات الي صحراء «طبس» شرقي إيران، علي حين غفلة من الحكومة الإيرانية. العاصفة تسببت اصطدام الطائرات الأمريكية ببعضها وقتل جميع القوات الأمريكية وافتضح امرهم في اليوم التالي. وصف الخميني واعتبر المحللون ان هذه الحادثة من المعجزات الالهية التي حدثت بعد الثورة الإسلامية في إيران. النشرة الأخبارية في التلفزيون الإيراني بدأت بهذه الآية في ذلك اليوم: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ»؟ (سورة الفيل - الآية 1)
يوم القدس العالمي
مقالة مفصلة: يوم القدس
أعلن الخميني آخر يوم جمعة من شهر رمضان، باسم يوم القدس العالمي (بالفارسية: روز جهاني قدس)، ولا زال المسلمون يحيون هذا اليوم في فلسطين ولبنان وإيران وسوريا والبحرين ومصر وموريتانيا وبريطانيا وغيرها. وهو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح المناسبة. وهو يعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع.
وفاته
توفي الخميني في 3 يونيو 1989م، موافق 24 شوال 1409 هـ (14 جوزاء 1368 هجري شمسي) ودفن في مدينة طهران. حضر الجنازة عشرة ملايين ومئتا ألف شخص حيث كان أكبر جنازة على مستوى إيران حيث حضر ما يقارب سدس سكان البلاد، وله ضريح معروف في مكان دفنه بالقرب من مقبرة تسمى بجنة الزهراء.
مؤلفات الخميني
|
|
|
انظر أيضا
- عشرة الفجر
المناصب السياسية | ||
---|---|---|
سبقه محمد رضا بهلوي | ولي الفقيه الايرانيين 1979 م -1989 م | تبعه علي خامنئي |
صور
في شباب
الخميني في فناء المنزل
في منزله - قم
في 13 جوزاء 1432 (هـ ش)
في 13 جوزاء 1432 (هـ ش)
الخميني وابنه مصطفى في تركيا
في الصلاة
في العراق
في باريس
في الصلاة-باريس
في الطائرة- من باريس إلى طهران
مطار مهرآباد 1357 ش.
مطار مهرآباد 1357 (هـ ش)
مع الشعب - بعد لحظات من وصوله، عائدا من منفاه باريس إلى طهران
في مقابلة
الخميني وبني صدر
انظر أيضا
- أيديولوجية الثورة الإيرانية
- تظاهرات 5 يوليو 1963 في إيران
- حزب الله في إيران
- عباس الطهراني
مصادر
- الخميني
مراجع
^ معرف الموسوعة الوطنية السويدية: https://www.ne.se/uppslagsverk/encyklopedi/lång/ruhollah-khomeyni — باسم: Ruhollah Khomeyni — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017 — العنوان : Nationalencyklopedin
^ فايند اغريف: https://www.findagrave.com/cgi-bin/fg.cgi?page=gr&GRid=10150 — باسم: Ayatollah Ruhollah Khomeini — تاريخ الاطلاع: 9 أكتوبر 2017
^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11907692p — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
^ ترتيب في سلسلة: 1
^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11907692p — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
^ الوطن | منوعات | من "الخميني" لـ"أينشتاين".. حوارات صحفية لم يجرها سوى محمد حسنين هيكل نسخة محفوظة 17 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ Abrahamian, Iran, (1982) p.478-9
^ معين، "خميني": (2000), p.218
^ "قانون جامعة نيويورك: دليل للنظام القانوني لجمهورية إيران الإسلامية". Nyulawglobal.org. اطلع عليه بتاريخ 16 ديسمبر 2011. الوسيط|تاريخ الوصول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة)
↑ أب "TIME Person of the Year 1979: Ayatullah Khomeini". Time.com. 7 January 1980. تمت أرشفته من الأصل في 19 فبراير 2011. اطلع عليه بتاريخ 22 نوفمبر 2008. الوسيط|وصلة مكسورة=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|مسار الأرشيف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|تاريخ الأرشيف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|تاريخ الوصول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|التاريخ=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|archive-date=
(مساعدة)
^ Katz, Mark N. (2010). "Iran and Russia". In Wright, Robin B. The Iran Primer: Power, Politics, and U.S. Policy. United States Institute of Peace. صفحة 186. ISBN 978-1-60127-084-9. الوسيط|المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المحرر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الصفحات=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|الناشر=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|السنة=
تم تجاهله (مساعدة)
^ أمير أرجمند، سعيد S.A. "خميني"، موسوعة الإسلام، الطبعة الثانية. بريل, 2008.
^ Paul Vallely (19 February 2014). "إن الانشقاق المفرط بين السنة والشيعة يسمم الإسلام لمدة 1400 سنة - ويزداد سوءا". The Independent. London. اطلع عليه بتاريخ 02 مارس 2014. الوسيط|المؤلف=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المكان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|تاريخ الوصول=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|التاريخ=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|المسار=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العنوان=
تم تجاهله (مساعدة); الوسيط|العمل=
تم تجاهله (مساعدة)
^ اروند آبراهاميان، إيران بين ثورتين (1982), p. 479
^ Persian Mirrors: The Elusive Face of Iran, Elaine Sciolino|quote="هؤلاء المثقفين الذين يقولون أن رجال الدين يجب أن يتركوا السياسة والعودة إلى المسجد يتكلمون باسم الشيطان." نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ معين، خميني, (2001), p.201
^ THE IRANIAN: Books, "Khomeini", Baqer Moin
^ Sacred Space And Holy War: The Politics, Culture and History of Shi'ite Islam - Juan Cole - Google Boeken نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ THE IRANIAN: Books, "Khomeini", Baqer Moin[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2000 على موقع واي باك مشين.
^ The Columbia World Dictionary of Islamism - Olivier Roy, Antoine Sfeir - Google Books نسخة محفوظة 28 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
^ http://navideshahed.com/ar/index.php?Page=definitionnews&UID=353266
^ موسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني
^ الامام الخميني(ره) | ولادته نسخة محفوظة 09 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
^ موقع موسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني: الهجرة إلي آراك
^ موقع موسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني: الهجرة إلي قم
^ في خندق الجهاد والثورة
^ موقع العالم: لمحة من حياة الامام الخميني "رض" نسخة محفوظة 11 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ لمحة من حياة الامام الخميني"رض"
^ لمحة من حياة الامام الخميني "رض" نسخة محفوظة 11 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ موسوعة مقاتل نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
|
|
|
|
|
|
|
|
بوابة إيران
بوابة أعلام
بوابة الحرب الباردة
بوابة الإسلام
بوابة شيعة
بوابة السياسة